فصل: الصرف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

(قربات)، جمع قربة، اسم لما يتقرّب به إلى اللَّه تعالى وزنه فعلة بضمّ فسكون أو بضمّتين، ووزن قربات فعلات بضمّتين فحسب.
(1، 4) في الآية السابقة (98).
(2) أو متعلّق بقربات... أو هو نعت لقربات.
(3) يجوز أن يكون معطوفا على (ما ينفق)، أي ويتّخذ صلوات الرسول قربة. [...].

.الفوائد:

(عند) وأحوالها ورد في هذه الآية قوله تعالى: {وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ} و(عند) في هذه الآية، ظرف مكان متعلق بصفة محذوفة لـ (قربات) تقديرها (قربات كائنة عند اللَّه). وسنوضح فيما يلي أشياء جديدة، كثيرا ما تخفى على الدارس، وقد أورد ذلك ابن هشام في المغني فقال:
1- هي اسم للحضور الحسي، كقوله تعالى: {فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ} والحضور المعنوي كقوله تعالى: {قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ}، وتفيد القرب كقوله تعالى: {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى}.
2- ولا تقع إلا ظرفا أو مجرورة بمن، وقول العامة ذهبت إلى عنده، لحن (أي خطأ) وتأتي ظرف مكان كما ورد في الآية الكريمة، وتأتي للزمان مثل «الصبر عند الصدمة الأولى» و(جئت عند طلوع الفجر).
3- هناك كلمتان تأتيان بمعنى (عند) وهما:
آ- لدى: مطلقا، كقوله تعالى: {إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ}، {وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ}، {وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}.
ب- لدن: وتأتي إذا كان المحل ابتداء غاية مثل: جئت من لدنه وقد اجتمعت عند ولدن في قوله تعالى: {آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}، وعند، ولدن تجران أما (لدى) فلا يجوز جرها.

.[سورة التوبة: آية 100]

{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَدًا ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (السابقون) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو (الأولون) نعت للمبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو، (من المهاجرين) جارّ ومجرور حال من المبتدأ وعلامة الجرّ الياء (الواو) عاطفة (الأنصار) معطوف على المهاجرين مجرور (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ جرّ معطوف على المهاجرين (اتّبعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل و(هم) ضمير مفعول به وهو عائد على المهاجرين والأنصار (بإحسان) جارّ ومجرور حال من فاعل اتّبعوهم (رضي) فعل ماض (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (عن) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(رضي)، (الواو) عاطفة (رضوا) مثل اتّبعوا (عنه) مثل عنهم متعلّق بـ(رضوا)، (الواو) عاطفة (أعدّ) مثل رضي والفاعل هو (لهم) مثل عنهم متعلّق بـ(أعدّ)، (جنّات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (تحت) ظرف مكان منصوب متعلّق بـ(تجري) و(ها) ضمير مضاف إليه (الأنهار) فاعل تجري مرفوع (خالدين... الفوز العظيم) مرّ إعرابها.
جملة: {السابقون الأولون...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اتّبعوهم...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {رضي اللَّه عنهم} في محلّ رفع خبر المبتدأ (السابقون).
وجملة: {رضوا عنه} في محلّ رفع معطوفة على جملة رضي اللَّه.
وجملة: {أعدّ...} لا محلّ رفع معطوفة على جملة رضي اللَّه.
وجملة: {تجري... الأنهار} في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: {ذلك الفوز...} لا محلّ لها في حكم التعليل.

.الصرف:

(السابقون)، جمع السابق، اسم فاعل من سبق الثلاثيّ، وزنه فاعل.
(المهاجرين)، جمع المهاجر، اسم فاعل من هاجر الرباعيّ، وزنه مفاعل بضمّ الميم وكسر العين.

.الفوائد:

السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ اختلف العلماء في السابقين الأولين، فقال سعيد بن المسيب، وقتادة وابن سيرين وجماعة: هم الذين صلوا إلى القلبتين، وقال عطاء بن أبي رباح: هم أهل بدر، وقال الشعبي: هم أهل بيعة الرضوان بالحديبية، وقال محمد بن كعب القرظي: هم جميع الصحابة لأنهم حصل لهم السبق بصحبة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. واختلف العلماء في أول الناس إسلاما بعد اتفاقهم على أن خديجة أول الخلق إسلاما وأوّل من صلى مع رسول صلّى اللّه عليه وآله وسلم. فقال بعض العلماء: أول من آمن بعد خديجة علي بن أبي طالب. وهذا قول جابر بن عبد اللّه. وقيل: إنه أسلم ابن عشر سنين، وقيل أقل من ذلك. وقال بعضهم: أول من أسلم بعد خديجة أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه، وهذا مروي عن علي، وهذا قول ابن عباس والنخعي والشعبي، وقال الزهري وعروة بن الزبير:
أول من أسلم بعد خديجة زيد بن حارثة مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم، وكان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يجمع بين هذه الروايات فيقول: أول من أسلم من الرجال أبو بكر، ومن النساء خديجة، ومن الصبيان علي بن أبي طالب، ومن العبيد زيد بن حارثة رضي اللّه تعالى عنهم.

.[سورة التوبة: الآيات 101- 102]

{وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ (101) وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102)}

.الإعراب:

(الواو) عاطفة (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (حول) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و(كم) ضمير مضاف إليه (من الأعراب) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الموصول (منافقون) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الواو (الواو) عاطفة (من أهل) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به ممّن، فهو خبر معطوف على الأول، (المدينة) مضاف إليه مجرور (مردوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (على النفاق) جارّ ومجرور متعلّق بـ(مردوا)، (لا) نافية (تعلم) مضارع مرفوع و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (نعلمهم) مثل تعلمهم والفاعل نحن، والمفعول الثاني مقدّر أي نعلمهم منافقين (السين) حرف استقبال (نعذّبهم) مثل تعلمهم والفاعل نحن (مرّتين) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب وعلامة النصب الياء (ثمّ) حرف عطف (يردّون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل (إلى عذاب) جارّ ومجرور متعلّق بـ(يردّون)، (عظيم) نعت لعذاب مجرور.
جملة: {ممّن... منافقون} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية السابقة.
وجملة: {مردوا...} لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمضمون ما سبق.
وجملة: {لا تعلمهم} في محلّ نصب حال من فاعل مردوا.
وجملة: {نحن نعلمهم} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {نعلمهم} في محلّ رفع خبر نحن.
وجملة: {سنعذّبهم...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يردّون...} لا محلّ لها معطوفة على جملة سنعذّبهم.
(الواو) عاطفة (آخرون) معطوفة على (منافقون) مرفوع وعلامة الرفع الواو (اعترفوا) مثل مردوا (بذنوب) جارّ ومجرور متعلّق بـ(اعترفوا)، و(هم) مضاف إليه (خلطوا) مثل مردوا (عملا) مفعول به منصوب (صالحا) نعت منصوب (الواو) عاطفة (آخر) معطوف على (عملا) منصوب ومنع من التنوين لأنه صفة على وزن أفعل (سيّئا) نعت لآخر منصوب (عسى) فعل ماض جامد ناقص- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم عسى مرفوع (أن) حرف مصدريّ (يتوب) مضارع منصوب بأن، والفاعل هو (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(يتوب).
والمصدر المؤوّل (أن يتوب) في محلّ نصب خبر عسى.
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: {اعترفوا...} في محلّ رفع نعت لـ (آخرون).
وجملة: {خلطوا...} في محلّ رفع نعت ثان لـ (آخرون).
وجملة: {عسى اللّه...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يتوب...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: {إنّ اللّه غفور} لا محلّ لها تعليليّة.

.الصرف:

(سيّئا)، صفة مشتقّة من ساء يسوء، وزنه فيعل، وفيه إعلال بالقلب أصله سيوئ بسكون الياء وتحريك الواو بالكسر، فلمّا اجتمعت الياء والواو والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الأولى فأصبح سيّئا.

.[سورة التوبة: آية 103]

{خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103)}

.الإعراب:

(خذ) فعل أمر، والفاعل أنت (من أموال) جارّ ومجرور متعلّق بـ(خذ)، و(هم) ضمير مضاف إليه (صدقة) مفعول به منصوب (تطهّر) مضارع مرفوع و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل هي، (الواو) عاطفة (تزكّيهم) مثل تطهّرهم والفاعل أنت (الباء) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(تزكّي)، (الواو) عاطفة (صلّ) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(صلّ)، (أنّ) مثل السابق، (صلاة) اسم إنّ منصوب و(الكاف) ضمير مضاف إليه (سكن) خبر مرفوع (لهم) مثل بها متعلّق بـ(سكن)، (الواو) استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (سميع) خبر مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: {خذ...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تطهّرهم} في محلّ نصب نعت لصدقة.
وجملة: {تزكّيهم بها} في محلّ نصب معطوفة على جملة تطهّرهم.
وجملة: {صلّ...} لا محلّ لها معطوفة على جملة خذ.
وجملة: {إنّ صلاتك سكن...} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {اللّه سميع...} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

(صلّ)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه يصلّي، وزنه فعّ.
(سكن)، انظر الآية (96) من سورة الأنعام، وسكن فعل بفتحتين بمعنى مفعول أي مسكونة، وهو هنا كناية عن الاطمئنان والرحمة.